الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة أبكت وأضحكت جمهور قرطاج: ليلى طوبال تدافع عن الحرية زمن الارهاب

نشر في  18 جويلية 2017  (16:26)

"ارجموني.. وارجموا فيّا نساء العالم الي قهروكم.. ارجموني... وارجموا فيّا الزين والشبوبية.. ارجموني وارجموا فيّا كل حورية.. ارجموني.. حتى كان مت، باش نقعد حيّة"، هكذا صرخت ليلى طوبال في سهرة افتتاح العروض بمتحف قرطاج ضمن فعاليات الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي.
"حورية"، عمل مسرحي أطلقت فيه طوبال العنان، لألمها المدفون داخلها، وحزنها على وضع مغلّف بالسواد، تكلمت دون انقطاع، واماطت عن صدرها أوجاع وطن جريح خذله أولو الأمر فيه، ولطخت دماء المصاصين ارضه الطاهرة، في حورية سافرت ليلى طوبال عبر الزمان والمكان، وروت قصة خفافيش الظلام وماخلفوه من دمار داخلي وخارجي، من سوسة الى باريس ومن باردو الى بغداد والموصل و برلين ودمشق واسلام أباد ومالي ونيجيريا و بيروت وطرابلس و بنقردان وبنغازي...وروت قصة الشهداء بلعيد ومبروك وخليفة، وغيرهم ممن راحوا ضحية فكر ظلامي متحجر ...
على خشبة مسرح متحف قرطاج، جلس مهدي الطرابلسي خلف آلة البيانو، وظهرت ليلى طوبال بثوبها الأسود، ثنائي اعاد على مسامعنا من خلال الموسيقى والكلمات، قصة حبّ الصحفية "حورية "والعازف "آدم "وإصرارهما على مقاومة الاٍرهاب، والتصدي له.
أحداث قاتمة تدور اطوارها في "استوديو" إذاعة "سلام آف آم" اثر تدمير مقرها في عملية إرهابية استهدفته يوم تدشينه، ورغم الدمار واصلت الصحفية وعازف البيانو العمل وقدما للمستمعين قصة حب "ممنوعة" قصة حورية وآدم..
وبأسلوب لا يخلو من سخرية نقلت لنا ليلى طوبال، ظواهر اجتماعية وسياسية طفت على السطح في السنوات الاخيرة فتحدثت عن الفساد السياسي والعمليات الارهابية وتهديدات المتطرّفين وإرهاب المتشددين، وتحدثت عن انتشار العنف والغلّو الديني والانهيار الاخلاقي، والتطرف الفكري والديني.
ومن خلال برنامج "لوف ستوري" انتقلت شمس المذيعة الى الجنة لتروي لمستمعيها احوال الحوريات، من خلال حورية التي نقلت حالة الجهاديين هناك ومطالبتهم بحقهم في الحوريات السبع، ودخول حور العين في إضراب احتجاجا على الوضع، قبل ان تعود للحديث عن تونس التي أصبح يطيب فيها الموت وقد صارت بجناحين جناح الشقوق والخلافات وجناح الإرهاب وماء الفرق.
وفِي تناغم بين النص والموسيقى المتدفقة من بيانو مهدي الطرابلسي، جابت ليلى طوبال الركح راقصة تارة ومنتفضة أخرى في نسق تصاعدي لم تتقلص وتيرته طيلة العرض، فأضحكت وأبكت جمهور قرطاج واكدت ان التصدي للتشدد والظلامية لا يكون سوى بالحب والابداع والفن والموسيقى.
وبفستان أبيض خيرت ليلى طوبال انهاء مسرحيتها لتقول أن الحب والسلام سينتصران مهما طال الزمن وان التشدد والاغتصاب والرجم والقتل والحرق وغيرها من مشتقات الموت والارهاب مصيرها الزوال، وأن حورية لن تموت وسترفرف روحها فوق تونس وفوق كل بلاد عانت ويلات الارهاب.

تغطية: سناء الماجري

تصوير: زياد الجزيري